
في عددها الصادر في يونيو 2025، أكدت مجلة الجيش، في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "مستوى عالٍ من الاحترافية نابع من قيم التفاني"، أنه: "من المؤكد أنه بفضل فعالية منظومتها الدفاعية وتشبّع جميع الوطنيين المخلصين بقيم الانتماء والوفاء للوطن، فضلاً عن الدور المحوري لدبلوماسيتنا النشطة والجهود الدؤوبة المبذولة لتعزيز مسار النهضة الوطنية الشاملة، فإن بلادنا ستكون قادرة على مواجهة جميع التحديات، الداخلية والخارجية".
وأضافت المجلة أن البلاد: "ستواصل التقدم اقتصادياً والارتقاء استراتيجياً، في حين أن أعداءها، على غرار أسلافهم عبر التاريخ، سيجرّون أذيال الفشل، ويتذوقون مرارة الهزيمة، وسيتكبدون نتائج مؤامراتهم الدنيئة، كما أكد ذلك الفريق أول سعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال زيارته الأخيرة إلى الناحية العسكرية الثانية".
وأردف نفس المصدر أن الجزائر: "واعية بحجم التحديات الحالية والمستقبلية، في عالم يعاني من اضطرابات وتقلبات، وفي ظرف دولي وإقليمي يتسم بالتوتر وعدم الاستقرار، ومدركة تماماً أن قوة الأمم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقوة جيوشها، فإنها تواصل دون هوادة تطوير وتعزيز قدراتها الدفاعية وبناء جيش قوي ومهاب".
وذكّرت المجلة أيضاً بأن الجيش: "حقق خلال السنوات الأخيرة، تقدماً كبيراً في مجال تحديث جميع مكوناته، بهدف البقاء دوماً الدرع الواقي للوطن، وضامن وحدته وسيادته واستقلاله، سالكاً بذلك الطريق الذي رسمه جيش التحرير الوطني، بنفس الروح والعزيمة، ومستلهماً نفس المبادئ والقيم".
وأضافت مجلة الجيش أن هذا النهج قد أبرزه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، خلال إشرافه على الاستعراض العسكري المنظّم في نوفمبر 2024، بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى السبعين لاندلاع ثورتنا التحريرية المجيدة، حيث صرّح قائلاً: "أوجّه تحياتي للجيش الوطني الشعبي ولكافة أسلاك الأمن المرابطين على الحدود، الساهرين على الدفاع عن أرضنا المباركة، وضمان حماية مجالنا الجوي وسواحلنا البحرية، والمستعدين لبذل كل التضحيات من أجل الحفاظ على إرث الشهداء الأبرار والدفاع عن الجمهورية ومكتسباتها".
وأكدت المجلة أن: "هذه الإنجازات، التي مكنت قواتنا المسلحة من بلوغ عتبة الحداثة والتنمية والفعالية العملياتية، هي ثمرة الرؤية الثاقبة للقيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، والجهود المضنية لجميع أفراده، وهي جهود تشمل مختلف المستويات والمجالات، من تكوين واقتناء أحدث التجهيزات والأسلحة، والتحكم في التكنولوجيا المتقدمة والمعقدة، فضلاً عن التدريب والتحضير المستمرين للقتال".
وتُذكّر المجلة أنه، بالتوازي مع: "الجاهزية الدائمة للجيش الوطني الشعبي لمواجهة والتغلب على أي تهديد قد يمس بأمن وطننا العزيز، ومن أجل منع أي مساس بأمن جواره، فإن بلادنا تبذل جهوداً دؤوبة من خلال دبلوماسية نشطة تهدف إلى إعادة الاستقرار السياسي والأمني في محيطها، الذي يشهد اضطرابات متكررة، وذلك وفقاً لمبادئها الثابتة المبنية على علاقات حسن الجوار، ورفض أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها، وتسوية النزاعات والأزمات بالطرق السلمية، وأولوية الحوار والتفاوض، ورفض منطق السلاح".
واختتمت الجيش بالقول إن: "الجزائر، وإلى جانب التزامها الثابت بمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، واللتين تمثلان أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها منطقتنا، فإن مقاربتها الشاملة في هذا المجال تتجاوز ذلك، لتشمل البُعد الاقتصادي من خلال تعزيز التنمية في محيطها الإقليمي، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتمويل مشاريع تنموية ذات بُعد إقليمي، مما يساهم في إفشال جميع المخططات الرامية إلى المساس بأمن واستقرار المنطقة".
المصدر: وأج